السبت، 14 يونيو 2014

السعادة والصحة النفسية


ما هى الصحة النفسية؟
ما هى السعادة النفسية؟
مرة أخرى تختلف الآراء وهى تواجه مثل علامات الاستفهام هذه..
فهناك من ينادى بأن الصحة النفسية هى التوافق مع المجتمع فى القيام بالمسئولية والأنتاج.
غير أن هذا غير صحيح.
فلو كانت الصحة النفسية كذلك .. لما ظهر الفنانون والمخترعون والعلماء.
إن هؤلاء عادة يخالفون المجتمع وتقاليده … وهكذا فإن التوافق مع المجتمع يلغى تماما التطور!.
ويقول البعض الآخر:
-الصحة النفسية هى القدرة على العطاء والحب دون انتظار لمقابل.
ويفسرها البعض الآخر:

إنها التوازن بين الغرائز والرغبات الخاصة .. والذات .. والضمير!
وأحيانا .. نعرف الصحة النفسية على أنها القدرة على التأرجح بين الشك واليقين.
فالتأرجح يمنح الإنسان المرونة فلا يتطرف إلى حد الخطأ .. ولا يتذبذب إلى حد الإحجام عن اتخاذ أى قرار.
فالتأرجح يوفر للفرد المعادلة والقوة الازمة للانطلاق والخلق والتمتع والتكيف.
ويذهب بعض رواد المدارس الجديدة فى علم النفس إلى أن الصحة النفسية هى التآزر والتوافق بين الطفل والمراهق والأب فى كل منا.
فنحن لا ننمو بطريقة رأسية من الطفولة إلى المرهقة حتى نبلغ النضج ولكن يستمر فى كل واحد منا الطفل أحيانا .. والمراهق أحيانا .. والناضج أحيانا أخرى!
فإذا تغلب الطفل فى سلوكنا طغى الاندفاع وعدم التجانس والتلقائية والبعد عن التخطيط.
وإذا سيطر المراهق اندفعنا وراء نزواتنا ولذاتنا وغدونا تحت سيطرة اللذة المستمرة.
أما إذا تغلب الناضج فينا وسيطر .. بدت الحياة جادة .. صارمة .. وتضافرت شحناته كلها لكبت الطفل والمراهق فى داخله.
على هذا الأساس فالتوازن بين الثلاثة: الطفل والمراهق والأب فى حياتنا هو أساس الصحة النفسية .. والسعادة النفسية .. والوصول إلى الغاية.
والوقع أن إحساس الإنسان بالسعادة يعنى ابتعاده عن القلق والتوتر. ولكى يكون الإنسان بعيدا عن القلق والتوتر يجب أن يكون فى حالة تآزر مع ذاته.. ولا يمكن أن يحدث ذلك من خلال نفسه ولكن من خلال تجاربه مع المجتمع.
فأساس السعادة النفسية هو إحساس الفرد بانتمائه.
انتمائه إلى أسرة .. عقيدة .. مجتمع .. وطن ..
فالإنسان لا يشعر بالسعادة إلا إذا أحس أنه حقق ذاته.
وتحقيق الذات لا ينبع من الامتلاك ولا من المال .. ولا من القوة .. ولا من حتى السيطرة!
ولكن ينبع على أساس أنه يخدم فكرة معينة .. ينتمى إلى شىء مع من حوله .. وأن امتداده سيستمر حتى بعد انتمائه ..
ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا بعملية الانتماء العقائدى الأسرى الدينى والإنسانى الذى يجب كل الانتماءات.
لقد تقدم العلم وتطورت الحضارة .. واكتشفنا الكثير من أسباب المرض النفسى والعقلى .. وأصبحت مباهج الحياة ومغرياتها بلا نهاية .. واستغرق الإنسان فى الاستمتاع بنهم بكل ما تصل إليه يده.
غير أن يحل دون وجود المرض النفسى والعقلى .. ولم يكف الإنسان عن المعاناة أو التفكير فى مأساته اليومية.
لقد ثبت أن العلم وحده عاجز عن إسعاد الإنسان.
لكن سوف يسترد الإنسان سعادته وسكينته إذا عاد إالى الإيمان .. والانتماء!!
لقد ثبت أن خير وسيلة لمقاومة القلق والاكتئاب هو أن يعيش الفرد فى نسيج اجتماعى صحى وأن يسعد بالإنجاز

هناك تعليق واحد:

  1. جميلة نعرف الصحة النفسية على أنها القدرة على التأرجح بين الشك واليقين.
    فالتأرجح يمنح الإنسان المرونة فلا يتطرف إلى حد الخطأ .. ولا يتذبذب إلى حد الإحجام عن اتخاذ أى قرار.

    ردحذف

أنا انثي لاأنحني كــي ألتقط ماسقط من عيني أبــــدا