الأحد، 1 أبريل 2012

كيف تنظف فلتر دماغك؟


كنت دائما أفكر..أنظر إلى من حولي..أتعجب من طريقة تفكيرنا نحن البشر..هذا يريد أن يصبح مهندسا وذاك يبكى يريد أن يصبح طبيبا وتلك تحلم أن تشتري ألف كتاب وهذه تدعو ربها أن يرزقها زوجا صالحا..
فكيف يفكر الناس؟ كيف يصبح المجرم مجرما؟ والمشاكس مشاكسا؟ أعتقد أن البعض بدأ يشك أنني أحب المجرمين وأحترمهم! وخاصة بعد قراءة مقال الأشرار لا يموتون بسهولة!
لماذا لا يصبح كل الناس علماء ذرة أو حشاشين أو أوغاد يقودون السيارات بسرعات جنونية ويقهقهون كالرعاع؟ أو أثرياء؟ أو تجار؟ لماذا يكتفي ذلك بالبكالوريوس وذاك يقتات على حلم الدكتوراة..إلخ...
فكرت كثيرا...حتى بدأت أكتشف أن التفكير هو السبب في ذلك..معتقداتنا هي السبب في ذلك. 
(بالمناسبة..كيف يبدو المجهود الإغريقي!)

إن المخ عبارة عن صندوق جميل من الأفكار نحمله فوق رؤوسنا مثل البطحة التي يهددنا دوما بها الآخرون. وهذا المخ منحنا إياه الله سبحانه وتعالى أمانة ويجب أن نحافظ عليها..فكيف نحافظ عليها؟ هذا هو مقال اليوم! تخيلوا أن كل ما سبق كان مقدمة!
هل تجلسون القرفصاء مثلي حول الأريكة الوثيرة؟ لنبدأ الحكاية؟
إن المحافظة على صندوق الأفكار يحتاج إلى شراء مصفاة (فتلر) للأفكار، للأسف توقفت عن بيع تلك (الفلاتر) منذ زمن..ربما أعاود بيعها لاحقا! لذلك سوف نتعلم معا كيف نصنع مصفاة حقيقية بأيدينا.
نحن خلاصة ما نفكر به..قالها الحكيم بوذا! أي أن كل ما نفكر به يتحول إلى معتقدات تجعلنا إما لطفاء أو أوغاد أو رومانسيين أو بلهاء أو جادين أو صارمين أو منغلقين .. أو سمّ ما شئت من الصفات..ناهيك طبعا عن الصفات المتوارثة. وأضاف العمدة أرسطو إلى ذلك، أننا ليس إلا نتاج ما نقوم به مرارا وتكرارا وأن التميز ليس فعلا، بل عادة. هذا يعني أن الفعل المتكرر يورث عادة والعادة تورث فكرا، والفكر يورث نهجا وهكذا نحن نصبح على نحن عليه نتيجة لتلك الأفعال والأفكار.
كيف يحدث ذلك؟
تخيل لو أنفقت عمرك كله تقرأ كل يوم عن أخبار الجرائم في العالم فكيف ستعيش؟ إذا عشت، سوف ترى كل شيء جريمة، كل الناس مجرمون (لا للرعب يبدو أني أقدرهم فعلا!). سوف تصدق كل شيء حتى لو قالوا أن دراكولا الآن ينهض من تابوته الموجود في بيتك فسوف تهرول إلى البيت لكي تعيده مرة أخرى! لماذا؟ لأنك صدقت أنه يمكن أن يكون هناك..هذا نتاج أفكارك. ولن أصاب بالدهشة إذا علمت أنك بعد ذلك أصبحت ضابط شرطة أو محام أو ..مجرما!
قبل أكثر من عقد من الزمن، قال لي 'مخلوق فضائي' مقدما لي نصيحة قبل سفري للدراسة، وهي كالتالي:
سافر شابان إلى جزيرة الواق واق..ثم عادا بعد عامين..الأول قال لوالده إن جزيرة الواق واق ساقطة أخلاقيا ومرتع للجنس والمخدرات، أما الثاني فقال لوالده إن.جزيرة الواق واق بلاد طيبة وملاذ للصالحين والأتقياء. كلا الشابين كانا صادقين.
فكيف ذلك؟ تفسير تلك القصة على ذمة صديقي 'المخلوق الفضائي' أن الشاب الأول تلقفه مجموعة من الأصدقاء الرعاع الذين يبصقون كثيرا على الأرض لكي يبدون لاهون لا مبالون ولا تهمهم الحياة، يعاقرون الخمر والنساء. فلم ير ذاك الشاب غيرهم لأنهم بالطبع كانوا دوما يعرّفونه على شباب من شاكلتهم. أما الثاني فتلقفته مجموعة من الشباب الصالح الذين كانوا يلازمون المساجد ويرون الحياة من خلال منظار متفائل جميل وكل أصدقائهم كذلك طبعا. فخلاصة القصة أن التفكير هو الذي غير وجهة نظرهم تماما بسبب البيئة التي وجدوا فيها أو التي وضعوا أنفسهم فيها. إذن نحن الذين نصنع عالمنا الخاصن ويشاركنا الآخرون في ذلك إذا سمحنا لهم.
ما الحل إذن؟
الحل هو اقتناء مجموعة من المصافي (فلاتر) للتفكير. ومهمة هذه المصافي أن تنقي تفكيرنا فلا تدع إلا الأفكار الجيدة تدخل إلى صندوق التفكير الجميل. هذا الصندوق مثله مثل أي صندوق له سعة محددة. يمكنكم اعتباره قرص حاسوب صلب (Hard Disk). قطعا له سعة تنتهي حينما تمتلأ كل أرجاء القرص بالمعلومات. يختلف الصندوق البشري عن القرص الصلب أن سعة الصندوق البشري لا تمتلأ بشكل تام، أي أنها تكون قابلة لتلقي مزيدا من الأفكار لكن الغلبة للأفكار ذات الحجم الأكبر.
لذلك يجب أن نصفي أفكارنا من خلال مرورها عبر المصفاة. ولكي نبدأ عملية التصفية يجب أن تمر أفكارنا عبر خمس مصاف. وهي
1. مصفاة القراءة


2. مصفاة الكتابة


3. مصفاة التفكير


4. مصفاة البصر


5. مصفاة السمع


فسأبدأ بأول مصفاة بإذن الله.
ماذا؟ أسمع صوت سيف يقترب مني...من هذا يا شباب؟ يا للهول...إنه شهريار جاء لينبئني إن الوقت يقترب من النهاية...وشهريار لا يمزح للأسف! سوف أتوقف عن الكتابة الآن قبل ان (يمعط) رقبتي ...لكن لا تخافوا..سوف أعود بإذن الله..أقرب مما تتصورون...
وحتى نلتقي ،،،
بقلم المهندس مهيب عبد أبو القمبز
مدرب دولي معتمد في التنمية الذاتية والإدارية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أنا انثي لاأنحني كــي ألتقط ماسقط من عيني أبــــدا