السبت، 26 نوفمبر 2011

الدوافع المحركة للبشر

    اليكم أهم جزء في فهم لغز الشخصية:ما الذي يحفزنا؟ ما الذي يعطي لحياتنا مغزى؟لسنا هنا بصدد الحديث عن أشياء تفصيلية مثل الوظيفة أو الهواية وانما سنبحث الأساسيات كما حددها عالم النفس "ديفيد مكليلاند" لقد ذكر 3 دوافع تسيطر على عقول البشر وتحفزهم.
    من الحقائق البديهية أنه عندما نعرف دافع إنسان فإن معرفتنا هذه ستحسن علاقتنا به، لانه سوف يكون من السهل التحدث بلغته وأن تروق لنا مبادئه.    أول هذه الدوافع يتعلق بالناس :الانتماء ،وثانيهما يتعلق بالنجاح:الإنجاز ،أما ثالثهما فيتعلق بالسيرطة والمسؤولية:النفوذ. وهذه المحفزات الثلاثة تعزز كل جانب من جوانب السلوك، كل منا في حاجة الى دعم وتحفيز،كل منا في حاجة لأن يشعر بالرضا عن جودة ما يفعل ويرغب ان يكون قادراً على التأثير على الناس، اذن فجميعنا لديه درجة معينة من كل هذه المحفزات الثلاث.
    أولاً : الانتماء:-
    اذا كان دافعنا الأساسي هو الانتماء فهذا يعني أننا شديدو التأثر بالناس، ونقدر الآخرين بشكل هائل ونجعل البشر في بؤرة عالمنا.اذن فهوات الانتماء يحبون مشاهدة الناس والالتقاء بهم، هم لا يكتفون فقط بمجرد الجلوس على المقهى ومراقبة العالم من حولهم، بل يجذبون الناس ويبادلونهم الحديث، وينتهي الأمر بمبادلة بطاقات المعايدة مع من تعرفوا عليهم على مدى العشر سنين التالية. وهؤلاء يكون لديهم شبكة هائلة من المعارف، وتستمر العلاقة بناء على قدر مشترك من المساعدة المتبادلة، واذا حدث ووقع نزاع أو قطعت الصداقة يحزن هؤلاء كثيراً.
    لكن هواة الإنتماء ليسوا بالضرورة منفتحين أو حتى أكفا ءمن الناحية الاجتماعية،فكثيراً ما يفضلون العلاقات الفردية أو يؤثرون أن يكون لديهم عدد قليل من الاصدقاء الحميميين أو حتى يؤثرون العزلة. القضية الرئيسية هنا هي أن الشخصية التي تهوى الانتماء تعتقد أن الناس هم اهم شي وتبالغ في تقديرهم وتتأثر بهم تأثراً بالغاً.
    إحدى زميلاتي أخبرتني أنه من أن كان عمرها 13 عاماً كان حلم حياتها أن تموت وحولها أبناؤها وأحفادها وأبناء أحفادها، بالتأكيد زميلتي هذه من هواة الانتماء.
    يغلب على النساء حب الانتماء حيث أشارت دراسة إلى أن 70-80% من النساء من هذه الفئة.

    ثانياً:الانجاز:-
    عندما يكون المرء مدفوعاً بحبه للانجاز يكون أهم مايسعى اليه هو تحقيق النتائج، وقد تعني النتائج هنا النجاح في العمل ،فعندما يكون المرء محباً للانجاز بشدة سيسعد بمواصلة العمل حتى الرابعة من صباح اليوم التالي كي ينجز المهام قبل موعدها النهائي. لكن النتائج أيضاً قد تعني أيضاً النجاح في العلاقات، كأن يصبح لدينا لأفضل علاقة عاطفية على وجه البسيطة، وعندما ينجحون في اتمام الاعمال سواء كانت ترقية او كي ملابسهم فانهم يشعرون بسعادة لا تعادلها اية سعادة في هذا العالم،ولكن من الممكن أن يكون هناك جانباً سلبي فهؤلاء الذين يهوون الإنجاز كثيراً مايدمنون العمل بل قد يصل بهم الأمر أحياناً إلى أن يصطحبو معهم الهاتف المحمول والكمبيوتر المحمول على الشاطيء وهم في إجازة.وهؤلاء أيضاً لا يدركون ان انهماكهم في العمل قد يؤدي الى فساد بل وحتى تدمير علاقاتهم مع الآخرين.
    اذن فدافع هواة الانجاز هو تحقيق النتائج وهذا يمثل جانباً من جوانب القوة لديهم، هم يعملون بجد في وظائفهم ويتقدمون للامتحانات ويجتازونها والأهم من ذلك انهم يسعون جاهدين للإجادة في كل مايقومون به.
    ثالثاً:النفوذ:-
    عندما يكون المرء مدفوعاً بحب النفوذ والسيطرة يكون شغوفاً بالقوة والسلطة،ويرغب محبو النفوذ في القوة فقط من أجل القوة، هم يشاركون في الأنشطة والحوارات السياسية من أجل المصلحة الشخصية، والجدل والمنافسة في مواقع العمل والقيام بالصفقات والاتفاقيات خصوصاً في مجال الأعمال أو السياسة بطريقة حاذقة وغير أمينة، والأرجح أن محبي النفوذ والسيطرة شعور بالأمان وبانهم مسيطرون على عالمهم،هم لايريدون التحكم في الآخرين والهيمنة عليهم، كل ماهنالك انهم يرغبون في انهم قادرين على التأثير على الآخرين. ومحبو النفوذ والسيطرة لا يجرحون الآخرين بالضرورة فقد يرغبون في إعطاء الناس هدية رائعة كي يشاهدو نظرات الدهشة والإثارة والمتعة على وجوههم.
    في النهاية ما الدافع الذي نسجل أقل النقاط فيه؟ أٌقصد ذلك الدافع الذي يشعرنا بالغيرة أو بالرهبة عندما نلمسه في الآخرين، ولا نشعر معه بالإرتياح ان وجد فينا.
    عندما تكون لدينا نسبة ضئيلة من حب الانتماء إلى جماعة نحسد الذين تحقق لديهم هذا الانتماء على كفاءتهم ونجاحهم الإجتماعي،لكننا نراهم مشتتين،واذا شعرنا أننا نزداد حباً للانتماء نظن أننا نفقد قوتنا وتأثيرنا.
    وان كان معدل حب الإنجاز لدينا ضئيلاً فسوف يستحوذ المنجزون على اعجابنا بسبب صحوتهم ودافعيتهم،لكننا قد نراهم جافين وصارمين في سعيهم لإنجاز مايريدون إنجازه،واذا بدأنا في أخذ الأمور بجديةبالغة وأصبحنا ممن يقومون بالمهام بإصرار وقلق بالغين فاننا قد نتراجع أو حتى ندمر أنفسنا بتعمد.
    باختصار ، فان ما لا نفعله يحدد شخصيتنا مثله مثل ما نفعله.
    التعامل مع الآخرين:
    كيف تتعامل مع من يهوى الانتماء:

    حتى تقيم علاقة مودة بهؤلاء الذين يعشقون الانتماء ، ينبغي أن تكثر وتطيل من حواراتك معهم، هم يرغبون في معرفة مايقوم به الآخرون لذلك أخبرهم. هم يرغبون أيضاً في الحديث عن أنفسهم والآخرين الذين يعرفونهم، لذلك اسالهم. وعلى وجه الخصوص كن مباشراً وصريحاً معهم إذا كانت علاقتك بهم طيبة ولا تحبطهم اجتماعياً. أسوأ ما يمكن أن تفعله بصديقك المحب للانتماء ألا تفي بموعدك بسبب انشغالك بانجاز عملك، ان ذلك سيؤثر على مشاعره ويجعله يظن أنك لا تبالي به.أيضاً ينبغي عليك ألا تنسى عيد ميلاده وأن تتجنب نشوء أي صراع أو خلاف بينك وبينه تماماً كما تتجنب الوباء أو الطاعون.
    لكن عليك أن تحذر أن تتعامل مع هذا الشخص الذي يهوى الانتماء باستخفاف وسخريةلأسباب تتعلق بالانجاز أو التأثير،فانه سوف يكتشف حقيقة الأمر وستقل في نظره(أيضاً فان الشخص الذي يعشق الانتماء ويهوى الى جانبه الانجاز أو حب التأثير أو النفوذ سيعرف ماتفعله وسيحظى باعجابه فيقوم بتقليدك)

    كيف تؤثر على هاوي الانجاز:
    حتى توثق علاقتك بشخص يعشق الانجاز عليك ان تركز على النجاح،اساله عما كان يقوم به في الأشهر القليلة الماضية، وعندما يخبرك بذلك ركز على نجاحاته واحتف بها معه.كذلك عليك أن تعرض عليه انجازاتك الا اذا كان محباً للتأثير والنفوذ أيضاً فإنك ان فعلت ذلك سيشعر بالرهبة وبالنقص بسبب نجاحاتك ولن يرغب في أن يعرف.
    "لا تخبرني كم عملت بجد ولكن اخبرني عن مقدار ما انجزت"

    واذا كنت مديراً على شخص يهوى الانجاز فلتضع له أهداف واضحة،ولتحدد له بوضوح متى تم انجاز الأعمال ومتى تم التخلف عن الموعد النهائي لإنجازها.إن الشخص الذي يهوى الانجاز عادة ما يسعد بالحصول على على تقييم من أي نوع كان مادمت توضح له كيف أن هذا سيساعده على المضي قدماً.من ناحية أخرى لا تكلف محب الانجاز باعمال يكون احتمال نجاحها غير أكيد ،ذلك يحبطه.اذن لتضع أهدافاً واضحة وحدد وقتاً لبلوغ هذه الأهداف.
    التأثير على من يهوى النفوذ والتأثير:

   لديك خياران عند التعامل مع من ينزعون الى حب النفوذ والتأثير، فاما أن تقول لهم بوضوح نعم واما ان تقول لهم لا.اذا كان هذا الشخص رئيسك في العمل أو في منصب يمنحه سلطة عليك، فان أفضل طريقة للتعامل معه هي أن تقول دائماً نعم. أظهر له احترامك ولا تجادل، وقم بما كلفك به بنفس طريقته, احرص على أن تناديه باللقب الذي يختاره، هو يعشق التأثير والنفوذ ولقد فكر في الأمر ، حتى ان كانت النتيجة هي اصراره أن تناديه باسمه.
    أيضاً عليك أن تذكر أنه بالرغم من ان هواة التأثير والنفوذ قد لا يكونون محبوبين ، إلا أن هناك ميزات ومكاسب يجنيها المرء من خلال العمل معهم.هم مسيطرون تماماً على الممارسات التي تتم في أقسام الشركة والتي يسعى من خلالها بعض الأفراد إلى الإضرار بالآخرين من أجل المنفعة الشخصية. أيضا هم لديهم قدرة على اكتشاف ما يحدث بالفعل وعادة ما يحصلون على مايريدون ويحققون لك المجد الذي طالما فكرت فيه وتطلعت إليه.
    لكن إذا كان هذا الشخص الذي يهوى النفوذ زميلاً لك في العمل أو شريكاً أو من بين رفاقك ، فمن الأصلح لك أن تكون دائماً على استعداد لأن تقول لا، وأن تأخذ موقفاً ثابتاً وتصر على موقفك. لا تحاول أن تحملهم على أن يكونوا لطفاء معك، ولا ترهق نفسك بأن تتخلق بطباعهم التي ترى أنها الأفضل، فالشخص الذي يهوى النفوذ يستجيب فقط لمن يعامله بالمثل. لذلك لا تستسلم ولا تبدأ الصراع معه. انك ان فعلت ذلك فانه يظهر تلهفاً ويستجمع شتاته ويفوز بكل بساطة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أنا انثي لاأنحني كــي ألتقط ماسقط من عيني أبــــدا